يوجد سور في القرأن الكريم تبدء بأحرف مقطعه وقد اختلف العلماء في معاني الأحرف المقطعة في أوائل السور على قولين :
الاول : انها علم مستور استأثر الله بعلمه:
قال الشعبي :"انها من المتشابه ،نؤمن بظاهرها ،ونكل العلم فيها إلى الله عز وجل "
وقال ابو حاتم : "لم نجد الحروف المقطعة في القرآن إلا في أوائل السور ،ولا ندري ما أراد الله جل وعز بها"
ونسب القرطبي هذا القول إلى الخلفاء الاربعة ابن مسعود رضي الله عنهم وقاله عامر الشعبي وسفيان الثوري واختاره ابن حبان .
الثاني : أن المراد منها معلوم :
ثم اختلف أولئك في معناها إلى أكثر من عشرين قولاً منها البعيد ومنها القريب ومن ذلك :
1- أنها حروف مقتبضة من اسماء الله تعالى وصفاته المفتتحة بأحرف مماثلة لهذه الحروف المقطعة فالألف إشارة إلى (أحد) واللامإلى (لطيف) ،والميم إلى (ملك) ونحو ذلك .
2- أن العرب كانوا إذا سمععوا القرآن لغوا فيه وقال بعضهم :{لَا تَسْمَعُواْ لِهَذَا القُرْءَانِ وَالغَوْا فِيهِ} سورة فصلت الاية 26 فأنزل الله هذا النظم البديع ليعجبوا منه ويكون تعجبهم سبباً لايتماعهم واستماعهم له سببا لا ستماع ما بعده فترق القلوب وتلين الئافئدة
3- انها اسماء للسور
4- انها من اسماء القرآن
5- أن هذه الحروف ذكرت لتدل على أن القرآن مؤلف من هذه الحروف التي هي "ا ب ت ث ... فجاء بعضها مقطعاً وجاء تمامها مؤلفاً ، ليدل القوم الذين نزل القرآن بلغتهم أنه بالحروف التي يعقلونها ويبنون كلامهم منها "
وقال بهذا القول مجاهد وابو عبيدة والفراء وقرطب والمبرد وابن تيمية والمزي وابن القيم وابن كثير ومن المعاصرين : الشنقيطي والطاهر بن عاشور وابن عثيمين وغيرهم زبهذا يظهر انه أرجح الاقوال والله اعلم .