بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالله رجل كان بسيطا جدا لايملك من العلم الشرعي الكثير لكنه كان رجلا شهما كريما فيه معاني الرجولة والغيرة أذا انتهكت حرمات الله وان لم يكن ظاهره الألتزام
كان يبلغ من العمر حوالي 37 سنة وكان له قطيع صغير من الأبل وبعض الأغنام يعيش معها أغلب وقته بعيدا عن المدينة وصخبها وضوضائها
سافر عبدالله بوالده ليعالجه في امريكا على نفقة الدولة وقد كان هو مرافقه الوحيد وأخبرعن موقف حصل له هناك منذ سنوات
يقول أنه عندما كان في أمريكا برفقة والده المريض كان بحكم تعليمة البسيط لايعرف الأنجليزية ولايستطيع مجاراة الناس هناك لذلك أستعان بمرافق يساعده في الترجمة والدلالة والتوجيه وقد كان هذا المرافق مسلما انما ابعد مايكون عن الإسلام فلا يهتم بصلاة ولا محرمات وقد عانا منه عبدالله كثيرا
يقول دخلنا سوبرماركت كبير جدا لكي اشتري ماأحتاجة من حاجيات وكان برفقتي المرافق فأدركتني الصلاة هناك وخشيت خروج الوقت فقال عبدالله كيف نصلي وهذا السوبرماركت كبير جدا وأغراضنا وحاجياتنا معنا وسيارتنا بعيدة وان أنتظرنا الى أن نخرج خرج علينا الوقت فماذا نفعل
فقال عبدالله لمرافقه سنصلي هنا داخل في داخل السوبرماركت فصاح به المرافق وقد كان بكل اسف لايعرف من الإسلام الا أسمه صاح به اتريد ان تفضحنا أمام الملأ فلما رأى عبدالله حال هذا الرجل المخذول قام بفعل لايستغرب على رجل أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
قام وأخذ اخذ بعض الكراتين والأوراق النظيفة وقام بوضعها على الأرض في السوق وتوجه للقبلة وأقام الصلاة وصلى والناس جميعا في السوق قد تجمعوا متحلقين حوله عن اليمين والشمال وهو يصلي فلما فرغ من صلاته وجد أن جميع رواد السوق كانوا يتابعون صلاته فلما أنتهى صفقوا له تصفيقا حارا وجاؤوه يهنؤنه بنجاح القداس كما يفكرون ويعتقدون
موقف به العزة والأنفة من رجل تعلق قلبه بالله فتذكرت حديث نبينا صلى الله عليه وسلم ( يعجب ربكم من راعي غنم في رأس شظية بجبل يؤذن بالصلاة ويصلي فيقول الله عز وجل انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة )